حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية، ازدادت التساؤل عن موقف الدين الإسلامي من الاحتفال برأس السنة عند المالكية حيث تنوعت الأقوال مابين مؤيدة أو رافضة وخصوصا مع قرب حلول العام الجديد يحتفل العديد من المسلمين برأس السنة الميلادية، و سوف نستعرض من خلال موقع محتوى 95 موقف الشريعة من الاحتفال برأس السنة الميلادية، و أقوال علماء المذهب المالكي بشأن الاجتفالات برأس السنة الميلادية

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية

حرمت المالكية الاحتفال برأس السنة الميلادية؛ لأن الاحتفال بأعياد الغير المسلمين يعتبر من الأمور غير جائزة شرعا پإجماع علماء المالكية، واحتفال المسلمين بأعياد المشركين أمر غير جائز، لأن لايجوز للمسلم الاحتفال بغير أعياد المسلمين هما عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة، وينبغي على المسلم إتباع أوامر الله واجتناب نواهيه.

أقوال علماء المالكية في حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية

أنكر علماء المالكية الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية واعتبروها من الأمور المحرمة، وغير جائزة شرعا وذلك استنادا إلى بعض آراء علماء المالكية، وهي ::

  • قول ابن الحاج المالكي: “الْكَلَامُ عَلَى الْمَوَاسِمِ الَّتِي اعْتَادَهَا أَكْثَرُهُمْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّهَا مَوَاسِمُ مُخْتَصَّةٌ بِأَهْلِ الْكِتَابِ، فَتَشَبَّهَ بَعْضُ أَهْلِ الْوَقْتِ بِهِمْفِيهَا، وَشَارَكُوهُمْ فِي تَعْظِيمِهَا، يَا لَيْتَ ذَلِكَ لَوْ كَانَ فِيالْعَامَّةِ خُصُوصًا، وَلَكِنَّك تَرَى بَعْضَ مَنْ يَنْتَسِبُ إلَى الْعِلْمِ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي بَيْتِهِ وَيُعِينُهُمْ عَلَيْهِ وَيُعْجِبُهُ مِنْهُمْ،وَيُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَى مَنْ عِنْدَهُ فِي الْبَيْتِ مِنْ كَبِيرٍ وَصَغِيرٍ بِتَوْسِعَةِ النَّفَقَةِ وَالْكِسْوَةِ عَلَى زَعْمِهِ، بَلْ زَادَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُمْ يُهَا دُونَ بَعْضَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِي مَوَاسِمِهِمْ، وَيُرْسِلُونَ إلَيْهِمْ مَا يَحْتَاجُونَهُ لِمَوَاسِمِهِمْ فَيَسْتَعِينُونَ بِذَلِكَ عَلَى زِيَادَةِ كُفْرِهِمْ، وَيُرْسِلُ بَعْضُهُمْ الْخِرْفَانَ وَبَعْضُهُمْ الْبِطِّيخَ الْأَخْضَرَ وَبَعْضُهُمْ الْبَلَحَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكُونُ فِي وَقْتِهِمْ، وَقَدْ يَجْمَعُ ذَلِكَ أَكْثَرُهُمْ، وَهَذَا كُلُّهُ مُخَالِفٌ لِلشَّرْعِ الشَّرِيفِ”.

  • قول الإمام مالك رحمه الله: “وَمِنْ الْعُتْبِيَّةِ قَالَ أَشْهَبُ: قِيلَ لِمَالِكٍ: أَتَرَى بَأْسًا أَنْ يُهْدِيَ الرَّجُلُ لِجَارِهِ النَّصْرَانِيِّ مُكَافَأَةً لَهُ عَلَى هَدِيَّةٍ أَهْدَاهَا إلَيْهِ؟ قَالَ: مَا يُعْجِبُنِي ذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّيوَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}

  • قول الشيخ العلامة ابن حبيب الأندلسي: “لَا يُقْضَى بِالْإِخْطَارِ فِيالْأَعْيَادِ وَإِنْ كَانَ فِعْلُهُ مُسْتَحَبًّا فِي أَعْيَادِ الْمُسْلِمِينَ، وَيُكْرَهُ فِي أَعْيَادِ النَّصَارَى كَالنَّيْرُوزِ، وَلَا يَجُوزُ لِمَنْفَعَلَهُ وَلَا يَحِلُّ لِمَنْ قَبِلَهُ لِأَنَّهُ مِنْ تَعْظِيمِ الشِّرْكِ،قُلْت فَلَا يَحِلُّ قَبُولُ هَدَايَا النَّصَارَى فِي أَعْيَادِهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ، وَكَذَا الْيَهُودُ وَكَثِيرٌ مِنْ جَهَلَةِ الْمُسْلِمِينَ مَنْيَقْبَلُ مِنْهُمْ ذَلِكَ فِي عِيدِ الْفَطِيرَةِ عِنْدَهُمْ وَغَيْرَهُ”.

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية ابن باز

أكد الإمام ابن باز على تحريم الاحتفال بأعياد اليهود والنصاري، والدليل على ذلك لما ورد في الحديث الشريف عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من تشبَّهَ بقومٍ فَهوَ منْهم”، ومن خلال سردنا لمعظم آراء علماء المالكية توصلنا إلى أن احتفال المسلمين بأعياد رأس السنة الميلادية من الأمور المحرمة، وإذا ارتكبها المسلم، عليه أن يتوب إلى الله لأنه إثم عظيم.

وبذلك نكون قد وصلنا إلى الختام بعد أن استعرضنا المزيد عن حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية عند المالكية، كما قدمنا أيضا بعض أقوال علماء المالكية بخصوص الاحتفال برأس السنة الميلادية، وأوضحنا أن المالكية تعتبر الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية من الأمور غير جائزة شرعا، ومن يحتفل بها يأثم إثما مبينا.